مقال لعم عطيه الصيرفى

الشيوعية خبز وحرية، وإنصاف للمستضعفين في الأرض
طلب إحاطة إلى مسلمي العالم
ميت غمر العـامل / عطية الصيرفى
قصدت من تصديري عنوان هذه الورقة بكلمة الشيوعية دون كلماتها المترادفات لإحاطة المسلمين الأجراء والفقراء علماً بأن الاشتراكية صنو الشيوعية والمساواة الاجتماعية المطلقة صنو للشيوعية أيضاً والعدالة الاجتماعية صنو للشيوعية كذلك. ومن ثم الشيوعية خبز وحرية للمستضعفين في الأرض في مواجهة ظلم الإنسان للإنسان واستعباد الإنسان للإنسان واستغلال الإنسان للإنسان .
فالظلم الاجتماعي وتوابعه من استعباد واستغلال ونهب وقهر وإبادة للعمال والفلاحين وكل البشرية الكادحة كل هـذا مصدر ثروة الإقطاع ورأس المال والاستعمار باعتباره أعلى مراحل الرأسمالية وهـو مصدر أيضا ثروة العولمة الأمريكية الجديدة باعتبارها أعلى مراحل الاستعمار ونظراً لأن الظلم الاجتماعي وتوابعه هو فعل طبقي عدواني وتاريخي كان يمارسه سادة العبيد على العبيد والإقطاعيون ضد الفلاحين والرأسماليون والاستعماريون ضد العمال والفلاحين وكل الفقراء .
ومن ثم فلا بد أن يواجه الفعل العدواني برد فعل مقاوم من الطبقات المنتجة والمقهورة من خلال صراعها الطبقي وثوراتها الاجتماعية : فثورة العبيد ضد عبودية الدولة الرومانية بقيادة العبد (سبارتكوس ) كانت رد فعل على العبودية الرومانية والاشتراكية المسيحية كانت رد فعل على مظالم الدولة الرومانية أيضاً ومن هنا فقد أعلنت الحرب على الظلم الاجتماعي وتوابعه من خلال الممارسات الحياتية للمسيحيين الأوائل عملاً بقول المسيح عليه السلام: لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض.. ولا تقدروا أن تخدموا الله والمال.. وإذا أردت أن تكون كاملا فأذهب وبع أملاكك وأتبعني وكذلك الدين الإسلامي الحنيف كان ثورة على الظلم الاجتماعي وتوابعه حيث حرر البنات من الوأد أشاع المساواة بين البشر ودعي إلى مقاومة الظلم الاجتماعي.. ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض.. سورة البقرة.
ونادي بالعدل الاجتماعي والملكية العامة للناس جميعا.. وأن ليس للإنسان إلا ما سعى. سورة النجم. والأرض وضعها للأنام.. سورة الرحمن.. والناس شركاء في ثلاث الماء والنار والكلأ .. حديث شريف ... ومن ثم فقد تجلت الاشتراكية الإسلامية عملياً في الظاهرة العمرية الأولى والثانية وفى حياة الإمام على ومواقف الصحابي الجليل أبى زر الغفاري رائد الاشتراكية الإسلامية. وللأسف فإن هذه المقاومة المجيدة قد اختفت من مواجهة طبقة رأس المال وحكوماتها الأوروبية والأمريكية.. وبالتالي فلم تظهر الشيوعية عبثاً بل ظهرت باعتبارها امتداد طبيعي للمقاومة التاريخية المضادة للظلم الاجتماعي. وظهرت أيضاً كضرورة اجتماعية وكونية لحاجة الطبقة العاملة إليها باعتبارها طبقة منتجة وطبقة ثورية بغريزتها وصراعها الطبقي العفوي والتلقائي .
إن هذا الصراع الطبقي الذي يعرف بأنه محرك التاريخ قد قامت الشيوعية كنظرية طبقية على أساس ممارساته في مجالات العمل والإنتاج حيث عرفت أسبابه وغاياته الاجتماعية بالإضافة إلى معرفة طبيعة الطبقة العاملة ومزاجها الاجتماعي وأعرافها الأخوية وأخلاقها التضامنية .
وأول من نادى بالشيوعية العمالية هو عامل الطباعة الفرنسي بابيف الذي قتل في أعقاب الثورة الفرنسية سنة 1791م بسبب نشاطه العمالي والشيوعي ولكن أنصاره واصلوا نضاله العمالي والشيوعي بتأسيس جماعات عمالية وثورية كان من أعضائها الرفيقين (ماركس وانجلز) ومما يذكر أن هذه الجماعات العمالية قد أججت الصراع الطبقي ضد الرأسمالية الأوروبية فانتشرت الثورات العمالية التي كان من أخطرها ثورات العام المجنون عام 1848 الذي صدر خلاله البيان الشيوعي الذي أصدره الرفيقان ماركس وانجلز. هـذا البيان الذي كان بمثابة إشهار ميلاد الطبقة العاملة الحديثة باعتبارها طبقة منتجة هي الأكثر عددا والأشد فقراً وباعتبارها طبقة ثورية تستطيع وحدهـا مواجهة الرأسمالية وحكوماتها وجها لوجه دون غيرها من الطبقات وباعتبارها طبقة مفكرة تعرف خصمها وقصدها وهذا ما دفعها إلى التحزب في أحزاب شيوعية واشتراكية وما دفعها أيضا إلى الوحدة في نقابات عمالية ذات شعار عمالي يقول: يا عمال العالم اتحدوا . هذا الشعار الذي أدى إلى قيام حركة عمالية واشتراكية ونقابية أوروبية أمريكية واحدة تناضل تحت علم واحد وفى سبيل مطلب عمالي واحد هو تحديد يوم العمل العادي بثمان ساعات تحديدا مشروعا وقتئذ .
ولم تقف الحركة العمالية الاشتراكية عند هذا الحد الاقتصادي بل بادرت بتحقيق قصدها العام من خلال الحصول على السلطة العمالية بثورة حكومة عمال باريس سنة1971 التي استمرت عدة شهور ثم تعرضت للوأد بواسطة الجيوش البوروسية الغازية لفرنسا بقيادة المستشار بسمارك عميد الرأسمالية البوروسية ( الألمانية).
هكذا اغتالت الرأسمالية الأوروبية المسعورة أول حكومة عمالية اشتراكية مما أثبت للحركة العمالية في عمومها أن ثورتها ضد الرأسمالية ثورة مستمرة نظرا لان الاستغلال الرأسمالي للعمال لا يتوقف والصراع الطبقي للعمال لا يتوقف أيضا مع العلم أن استغلال رأس المال كانت تؤيده السلطة والشرطة وتباركه كنيسة روما وتسانده الرأسمالية اليهودية. هذه الرأسمالية العنصرية التي استنفذت العمال والاشتراكيين جميعا.. ولهذا كتب كارل ماركس يقول في فضحها وتشخيصها.. أن اليهودية فصيل رأسمالي خطير.. وأن المال هو اله إسرائيل الطماع.. ويعتقد اليهود أنه لا ينبغي معه لأي اله آخر أن يعيش.. إن التجارة بالمال هو الإله الحقيقي لليهود هذا هو المال باعتباره الإله الطماع لليهود والرأسماليين جميعا هذا الإله الذي لم يكتف باستغلال العمال في ملكوته في أوروبا وأمريكا بل دفعه طمعه إلى توسيع ملكوته في آسيا وأفريقيا من خلال أسواقه الرأسمالية في المستعمرات الجديدة التي تعرضت شعوبها للاستعباد والنهب والقهر والإبادة وهكذا انتشر الاستعمار في قارات العالم باعتباره أعلى مراحل الرأسمالية وبالمقابل فقد بادرت الحركة العمالية والشيوعية بتوسيع نضالها بين شعوب هذه المستعمرات بتأسيس الأحزاب الشيوعية والنقابات العمالية وكانت بلاد الشرق الإسلامي هي أهم مسرح للنضال العمالي والشيوعي ضد الاستعمار. ولهذا يقول
الزعيم الشيوعي التترى سلطان علييف.. أن الشعوب الإسلامية هي أمم عمالية وفى المؤتمر الثالث للمنظمات الشيوعية الإسلامية أقر المؤتمرون بأنهم اكتسبوا اليقين في أن الثورة في الشرق الإسلامي هي أمر أساسي بالنسبة لمستقبل الثورة العالمية.. ويقول الشيوعي القومي المسلم حنفي مظفر. إن مشكلة المسلمين هي مشكلة وجود أمتنا وجميع العالم الإسلامي وإن عدو هذه الأمم هو الاستعمار الذي تناضل الشيوعية ضدها وعلى هذا فان التحالف مع الشيوعية أمر يفرض نفسه .
وبناء على هذا التحالف الثوري تحالف العمال والفلاحين والفقراء في الشرق الإسلامي استطاع الحلف الاشتراكي الروسي بقيادة الرفيق لينين تحقيق الثورة الاشتراكية العظمى في روسيا القيصرية سنة 1917 م. هذه الثورة المجيدة التي أثمرت الدولة الاشتراكية دولة الإتحاد السوفيتي التي لم تسقط ولكنها اغتيلت فى عام 1991 لصالح أمريكا والعولمة الاستعمارية رغم انجازاتها التالية:
o دولة اشتراكية أسست مجتمع خال من الاستغلال والفقر والجهل والمرض والبطالة .
o دولة أصبحت دولة عظمى في الصناعة والزراعة وفى المجال النووي وعلوم الفضاء .
o دولة هزمت جيوش ألمانيا النازية وفتحت عاصمتها برلين .
o دولة فتحت جامعاتها ومستشفياتها للبشرية الكادحة بالمجان .
o دولة ساندت ثورات الصين وفيتنام وكوبا وكوريا والجزائر ومصر .
هذه بعض أسباب اغتيال الدولة السوفيتية الاشتراكية لصالح أمريكا .
*أمريكا رأس المال والاستعمار والعولمة.. أمريكا.. التي قتلت وأبادت عشرات الملايين من الهنود الحمر والزنوج الأفارقة والتي قتلت عشرات الألوف من اليابانيين بالقنابل الذرية.. أمريكا التي مازالت تمارس القتل والإبادة ضد الشعوب الإسلامية والعربية في أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان.. أمريكا التي هانت الإسلام الحنيف وقرآنه الكريم ورسوله المعصوم.. وأهدرت قدسية المسجد الأقصى ودفعت إسرائيل إلى قتل الفلسطينيين بالجملة والى تخويف الحكام العرب.. أمريكا التي نهبت ثروات الشعوب وأفقرتها كما حدث في مصر المحروثة التي باتت مستعمرة أمريكية .
وأخيراً هذه هي الشيعوية. الاشتراكية. العدل الاجتماعي.. وهذه هي أمريكا الرأسمالية والاستعمار والعولمة.. فأيهما عدو مبين للمسلمين الأجراء والفقراء والكادحين.؟ أفيدونا أفادكم الله
ميت غمر في5/9/2006
العامل عطية الصيرفي