Wednesday, May 30, 2007

من ورقى القديم- ميلاد



كنت بقلب فى ورقى القديم أو على الأصح كرتونة الذكريات ولقيت حاجات كنت ناسيها خاااااالص أرشيف صور من الجرايد والمجلات وصور خاصه وورق كنت كاتبه من زمان حاجات دلوقتى غريبه شويه وأغرب حاجه لقيت تعليق كنت كاتبه أنا برضه بس مفيش جنبه تاريخ كتبته على الورق هراء لكنه بعضاً من أيامى وأوهامى وأحلامى بعضاً منها للذكرى وإحتفاظى به لعله إحتفاظ لتاريخ أو صنعاً له وأشياء أخرى لا أعلمها من نفسى (ح.ش ) مش عارف ليه قعدت أقرأ الورق قرأته كله مشروع روايه بقول عنها دلوقتى عبيطه خواطر ومقالات أو إنطباعات وأشعار ياااااااااااااااااااااااااااه فيه حاجات منها مكتوبه سنة سته وتسعين يعنى فات عليه حوالى حداشر سنه ما علينا الأيام فعلاً بتسرقنا المهم نقيت منها حاجه تعتبر أقل فضيحة من الباقى لأنى بصراحه ببصلها على إنها عبطاتى وليست إنطباعاتى أسيبكم معاها زى ما كتبتها فى وقتها بالظبط بدون تغيير ولا تصحيح لأى حاجه
بس حاجه مهمه الأول الصوره ملطوشه من على جوجل


ميلاد

لقطة – 1 –

أعرف يوم ميلادى كما يعرفه كل فرد منا يوم ميلاده ولكنى بالطبع لا أذكر شئ عن هذا اليوم لأسباب الجميع يعرفها : ولكنى أذكر يوماً أعتبره يوم ميلادى ميلاد ذاكرتى وذاكرة الإنسان هى حياته. أذكر من هذا اليوم لقطة ومضة شرارة نور أضائت لأجدنى محاطاً بأناس بأناس أه نعم إننى أعرفهم فضلاً عن الأم فهذه جدتى وهذا خالى وخالاتى إننى أستفيق من أثر مخدر .. لا لا تظن سيئاً فقد كنت صغيراً للحد الذى لا يجعلنى أتعاطى أى مخدر . ولكن قبل أن تسأل أى مخدر هذا ومن أين جائك وأثر فى وعيك ؟ أجيبك إننى عرفت أننى أجريت عملية لعلها أول عملية لى بل كذلك لقد إستئصلوا لى اللوز واللحميه دفعة واحدة وإرتحت من أثارهما المستقبلية ومتاعبهما .. وأنا فى هذه السن الصغيرة أصبح عندى يقين يقول بأن هذه المسماه اللوز شئ ذائد على الجسم وأنه لابد سيأتى يوم ويزهق الإنسان منها أو انها ستتعبه وسيجرى عملية ويستأصلها وتأكد هذا اليقين حينما أجرى لأختى الكبرى عملية إستأصلت فيها اللوزتين .. ولكن دعك من هذا الحديث البشع عن عمليات أو مجازر القضاء أو القتل للخلايا البشرية ولكنها على كل حال خلايا ضالة فسدت وأضرت ووجب حربها وإستئصالها . الأن دعنى أصف لك موقف الميلاد أتدرى .. دعنى أبسطه لك إنه بالضبط قريب مما تراه فى الأفلام السينمائية يجعلنى أوقن بعظمة المخرجين أنظر أنا نائم على سرير فى بيت جدتى فى مدينة المنصوره أشعر بأننى غارق ولكنى أفتح عينى وأفتح وأعمل حواسى لأجدنى غارق فى محيط من الوسادات والبشر وأنا فى وسط السرير – رأيت هذا السرير بعد ذلك كثيراً ولعلنى نمت عليه كثيراً طفلاً وشاباً وفى مرحلة الشباب كانت رأسى تكون فى مقدمة السرير وقدمى تتخبط فى مؤخرته ولا أستطيع النوم براحة إلا إذا ثنيت قدمى بعض الشئ – لا تتعجب لكونى حين لحظة الميلاد كنت فى وسط السرير وأنا أعنى فى مركزه لا تتعجب فقد كنت صغيراً للغايه دقيق الجسم - هذا ما أذكره - إننى أفتح عينى كسكير أغلقت الخمر عينيه وتعانده أجفانه فيرى الناس من وراء شعيرات رموشه المتداخلة كأشجار الغابه أو كأعمى أجريت له جراحة دقيقة وأهله يحيطون به بعد رفع الدماضات يراهم فى حجرة ظلماء وينسى بعد ذلك من رأه ومن لم يره لحظتها لأنه مثلى رأى أجساداً بشريه بلا ملامح كمن يرى فى الظلام هو يرى إنساناً ولكن من هو لا ملامح لا دليل على هويه إلا أنه إنسان أو كمن ينظر إلى النجوم هو يراها ولكن بلا ملامح لها لا إختلاف بينها إلا فى الحجم ولكنه يدرى أنها جميعاً نجوم أو كالنحت التأثيرى والذى يصور أجساداً بلا ملامح فسيولوجيه الوجه بلا ملامح ولا ملامح للجسد ولكنه بالتأكيد يظهر كجسد إنسان يعبر فقط دون ملامح...

هذه لحظة ميلادى الحقيقة وإن صدقت ذاكرتى فى ترتيبها فهذه أول لقطة فى فيلم حياتى اللقطة الأولى التى صورتها بنفسى لنفسى وفيلمى التسجيلى هذا فى مجمله لقطات مفترقات لعلها لا علاقة لها ببعض منها اللقطات القصيره والتى أراها كصر فوتوغرافيه ومنها التى تستمر لثوان ومنها من تستمر دقائق ومنها ذو التفاصيل الدقيقة ومنها الداخلى ومنها الخارجى ولعلنى من ذلك النوع الذى كلما حدث لى موقف خارجى يوافقه شعور داخلى يمثل تعادلاً بين الظاهر والباطن أو بين الحدث المادى والتفكير أو بين الواقع والخيال الواقعى أو القريب من الواقع أو البعيد عنه كل البعد أو بمعنى أخر فأنا منذ البدئ أفكر فى كل كلمة وكل حركة وكل موقف أتساءل لماذا ؟ لماذا حدث ؟ لماذا منعت عن هذا الفعل ؟ لماذا يجعلوننى أفعل ما أفعل ؟ لماذا أضرب بلا سبب يسوغ الضرب ؟ لماذا لا ألعب كثيراً كما يلعب الأخرين ؟ لماذا هذا عنده وأنا لا ؟ لماذا لا يدعونى أنفق مصروفى كما يحلوا لى ؟ هو فى الواقع لم يكن يصلح لإبتياع أى شئ يملاء جزءاً من الفراغ المادى والنفسى لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟ كثيراً ودائماً وطويلاً وقد أفكر ليس لماذا ولكن أفكر فى الموقف وفقط فأنا منذ الصغر أحدث نفسى فى صمت دائماً ولا أدرى هل يشاركنى الجميع فى ذلك أم لا يفعلون فإننى بتجربتى أجدنى أوقن أشياء وأرى أشياء هى حقيقة ولكنى حين أعرضها على الأخرين أو معظمهم من المسمون بالأصدقاء وأجدهم عميان وأحياناً لا أصدق أنهم لا يرون فأصر على إقناعهم بأن ينظروا إليها ولو قليلاً فلتلتفتوا إليها ولكنى أصدم برفضهم للعقل لعقلهم وأغضب وأسب الغباء ولكنى الأن وبعد تجارب وإمعان فيها وفى مغزاها أيقنت بأنه ليس بشرط أن يرى الأخرون ما أراه وبأنى اكون غبياً حين أصر على إجبار عميان طرشان خنفان على النظر إلى حسناء مارة أمامهم وإقناعهم بأنها هناك وأن صورتها جميلة وقوامها يطير الألباب وبأن رائحة عطرها تسكر من لم يقرب خمراً فى حياته وبان صوت خطواتها موسيقى كالتى صاغها محمد عبد الوهاب حين صياغته خطوة حبيبى ونعم لقد أيقنت الأن بأن لحظة الميلاد ليست ميسرة لكل إنسان ولكننى يكفينى ويسعدنى أنى أمتلك لحظتى ميلاد ذاكرتى وعقلى وإمتيازى الشخصى عن غيرى أتيح لى لحظة إمتياز قبل أن أؤمن بأنه ينبغى لى أن أكون متميزاً عن باقى البشر جميعاً أمواتهم وأحيائهم ومن لم يأتى بعد وقد حزت لحظة ذات إمتياز شاركنى فى مثلها البعض والأن أبحث عن لحظة الإمتياز ولا بد أن أجدها أجدها بنفسى ولنفسى أجد حياتى لتكون لحظة ميلاد .

حسام شادى

12 – 7 – 2000

2 comments:

شـريف الصيـفي said...

لسه دلوقت قاريه تععقيبك على تعليقي عندك اول مرة
شكراً على تسميتي بالرفيقة
كتاباتك ظريفة

husam shady said...

منوره هيباتيا
العفو
وشكراً على وصف كتاباتى بالظريفه